مدونة رسالي .. للأدب و الفن الرسالي

“راوية ” حسين المتروك

18 أكتوبر, 2010

“راوية ” حسين المتروك

banner1

” راوية ” لامست غلافها أصابعي.. افترشتها راحة كفي .. قلبت صفحاتها أناملي .. خلفت آهاتها في قلبي ..

” راوية ” للمبدع الأخ حسين المتروك ، رواية أدبية إسلامية يخطها بعد روايته الأولى ” جئتك ” التي لاقت نجاحاً و استحساناً من قبل العديد ممن قرأها و عاش لحظاتها.

التاريخ المرير الذي قرأه الكاتب من أمهات الكتب حول سيرة الراهب .. راهب آل محمد (ص) موسى بن جعفر الكاظم (ع) .. قد خلف مجموعة من وساوس الأفكار و تناقض الآراء لديه ، فجعلها جميعا في منظومة متسلسلة من الأحداث مترجمة كقصة خيالية في الواقع التاريخي الذي عاشه الإمام الكاظم (ع) روحي لروحه و أرواح أبائه و أجداده الفداء .

منظومة الأحداث التي خلقها الكاتب .. صنعت شخصية عاشت واقع التاريخ .. إنها ليس إنساناً و لا ملاكاً و لا حيواناً .. بل جماد ! جماد استفهم الشعور فشعر .. إنها مجرد ذرة صغيرة في الكون ، إنها “حبة رمل” .. تجسدت و نفح الروح فيها ..صنعها ملازمة لأحداث زمن الإمام (ع) ، تحدثت بما لم يتحدث به أقرب حواريه و أصحابه ، فجعلت من نفسها كأنها شيخ جليل عاصر تلك الحقبة يرويها قصة كما يرويها الأجداد لأحفادهم .

من فطنة الكاتب .. أنه جعل الشخصية (حبة الرمل) تحكي القصة بخيال لا يناقض الأحداث التاريخية التي حلّت على الإمام (ع) ، من داره إلى قصر هارون إلى غياهب السجون  ثم جنازة جسر بغداد ، لن يستطيع أحدا ما أن يتهم ” راوية ” أنها تعارضت مع التاريخ و لا أنها مجرد أحداث من محض خيال الكاتب ، إنها دمج ما بين خيال حاضر يعود إلى واقع ماضي .

تطرق الكاتب روايته بعبارات بليغة جسدت كل منها حالة و شعور .. اشتياق الموالين ، جور الظالمين ، وعاظ السلاطين ، ثورة ضد الجبارين ، أنين العابدين ، دعاء الزاهدين ، شجون العاشقين ، فراق المحزونين ،  خلفت آهات .. فبكى قلبي بضخ دمعاته حسرة و ألماً ، و احتضنت صفحاتها قطرات دموعي ، راجياً لو كنتُ ” راوية” .

لن أزيد في تفاصيل ” راوية ” حفاظاً على الحقوق الأدبية للكاتب ، لأنصح الجميع بقراءتها فهي أشبه بصفحات شرعت أبواباً عبر الزمن كي تشع نورها ضياء السيرة الكاظمية .

كل دعائي و رجائي من المولى عز و جل بدوام الموفقية لكاتبها الأخ حسين المتروك.

لمحة : الإمام المعصوم الوحيد الذي لا يحتفل الشيعة بذكرى ميلاده هو الإمام الكاظم (ع) لأنه يصدف ذكرى ميلاده اليوم السابع من شهر صفر ، الشهر الذي يعج بأحزان أهل البيت (ع) ، لكن الله وهب سيدي موسى بن جعفر (ع) أياماً طوال العام ليكون باباً لحوائج السائلين .
” أفراحنا مآتمنا ” – الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع).

القراءات :8811

التعليقات (3)

  • حسين مكي المتروك
    3 نوفمبر 2010 الساعة 5:58 م رد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شكراً على هذا الرأي الجميل في راوية، وأحب أن أشير أنّك قارئ ماهر جداً، ولديك حس كبير وأنتَ تقرأ صديقي محمّد، وأسأل من الله لك التوفيق فيما تصنع ..

  • زهــــراء
    13 أغسطس 2011 الساعة 1:12 م رد

    هو كاتبٌ يستحق النجاح بقدر مايستحق التقدير ..

    دمتم ..

إضافة تعليق

احدث التدوينات

الأرشيف
بحث عن :
شبكاتي الاجتماعية
Untitled 1



 

                                                                    
                             مدونة رسالي - محمد شاكر جراغ © كافة الحقوق محفوظة 2010-2013 
                                                                 www.jaraq.net