مدونة رسالي .. للأدب و الفن الرسالي

عام واحد من عمري .. غيّر نمط حياتي

26 سبتمبر, 2010

عام واحد من عمري .. غيّر نمط حياتي

تجربتي مع ريجيم الدكتور حسين دشتي
عام واحد من عمري .. غيّر نمط حياتي

(( من كثر أكله ، قلّت صحته ، و ثقلت على نفسه مؤنته )) – علي بن أبي طالب (عليه السلام).

 

معاناتي

منذ سنوات أعاني من السمنة ، وزني يزداد عام بعد عام ، عانيت من ارتفاع ضغط الدم و عدم انتظام معدل ضربات القلب ، قمت بزيارة الأطباء محاولة مني للعلاج ، أكدًوا لي بأنه يجب عليّ ممارسة الرياضة و انقاص الوزن ، كنت أدرك ذلك .. لكن انشغالاتي اليومية تمنعني من ممارسة الرياضة ، كانت لي محاولات للإنتظام على الممارسة لكنها سرعان ما تفشل ، حاولت مراجعة بعض الأطباء المختصين بالتغذية و علاج السمنة ( الريجيم الكيميائي و ريجيم السعرات الحرارية) وقد كانت تخفض لي عدد من الكيلوغرامات من وزني ، لكن الإحساس بالحرمان و الجوع يجبراني على ترك فكرة الريجيم و الإستسلام ، فكان وزني يزيد بمعدل أكثر من فترة ممارسة الريجيم ! كلما شاهدني صديق قديم يذكر العبارة التي مللت من تكرارها على مسامعي ” ليش متنان ؟ ” (تعني : لماذا زاد وزنك عن السابق؟ ).

كيف بدأت الفكرة

في يوم من الأيام و الذي كان يوم التغيير .. لا زلت أحمد الله على هذا اليوم ، كنت جالساً اقلب محطات الفضائيات بالـ (ريموت كنترول) أشاهد و أتناول بعض الحلويات بنهم كعادتي اليومية المسائية ، شاهدت إحدى الفضائيات تعرض لقاءً لإخصائي التغذية الدكتور حسين دشتي الغني عن التعريف بعلاج السمنة ، بأسلوبه الممتع الذي أحياناً لا يخلو من الطرافة ، يشرح مخاطر السمنة و إحصائيات تثبت زيادة معدلات السمنة في الكويت ، بغض النظر عن الترويج لزيارة عيادته كان جل اهتمامه توعية المشاهدين بمخاطر الأمراض جراء كثرة الأكل و السمنة ، تضاربت الأفكار المتناقضة في رأسي ، على كلام الدكتور حسين ، أصبحت أرى مستقبل حياتي ، قد أكون واحداً بترت ساقه بسبب (غرغرينا) السكر ، أو شخص يرقد في المستشفى بشلل نصفي بسبب جلطة من الجلطات ، أو شخص يصارع أمراض الضغط و السكر و غيرها من الأمراض المستعصية فأجول ما بين عيادة و أخرى ، حكومي و خاص ، عملية جراحية أو علاج بالخارج ، كما هو حال البعض الآن ، أكون عالة على نفسي ، مصدر قلق على عائلتي ، أرجو الموت من ربي راحة لي و لغيري.

الشهر الأول : رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة

​بعد أن أدركت المخاطر التي قد أكون ضحيتها مستقبلاً ، قررت زيارة عيادة الدكتور حسين دشتي ، قد يكون لي مصدر نجاة حاليا و مستقبلاً ، دخلت العيادة .. تلقيت استقبالاً رائعاً من موظف الاستقبال (محمد) البشوش صاحب الأبتسامة الدائمة ، حفاوة استقباله لجميع المراجعين جعلتني أشعر بأنه صديق قريب لي و ليس مجرد موظف استقبال ، شاشة الـ (البلازما) في قاعة الإنتظار .. تعرض حلقات ماضية للدكتور على الفضائيات يستفاد منها بعض المعلومات الصحية ، يمر عليّ (Tea boy) ليعرض بعض المشروبات الصحية : كولا دايت ، مياه معدنية ، شاي أو قهوة بسكر الريجيم ، باختصار ..لم أكن أشعر بطول الإنتظار بالرغم من ازدحام المراجعين.

​قبل الدخول على الدكتور .. قاموا بفحص ضغط الدم ، الوزن ، كتلة الجسم ، نسبة الشحوم ، قياسات للخصر و الصدر و البطن ، من خلال أجهزة دقيقة عالية التكلفة ، جلست مع الدكتور حسين قرابة النصف ساعة ، استبشرت خيراً من كلامه ، للأمانة كانت نصائحة حريصة و شبيهة بالوالد لإبنه ، أحسست بأن رحلة انقاص الوزن سهلة جداً على عكس ما توقعت ، و أن هنالك بدائل لكل شيء ، بالرغم من كثرة أسئلتي له .. كان الدكتور مرحباً بالإجابة على الأسئلة و الاعتراضات بأسلوب واسع الصدر ، بناء على نصيحة الدكتور قمت بعمل بعض التحاليل ، كانت نتيجة الفحص : زيادة في ضغط الدم و الأملاح و الكوليسترول ، معرض للإصابة بالسكر ، طمأنني الدكتور أنه في كل الأحوال سيقوم بدعمي طالما كنت منتظماً بالبرنامج الغذائي و مراجعته من حين لآخر ، ما غادرت العيادة إلا أهداني كتابين من مؤلفاته ، أقراص ديفدي لحلقات عرضت له في الفضائيات ، منشورات جداول صحية مختصرة .

​بدأت فعلياً بتطبيق البرنامج ، ابتعدت عن الحلويات و النشويات في المرحلة الأولى للتعويض عنها بأكل اللحوم و الأسماك و الدجاج و الخضروات ، في أسبوعي الأول كانت هنالك صعوبات بسبب التغير في العادات الغذائية ، غلب عليّ طابع تعكير المزاج و الغضب بسبب نقص السكريات في الجسم ، الا أنني اعتدت بدلاً عنها بتناول بعض المكسرات ، ممارسة الرياضة أصبحت ضرورة و عامل مساعد في حرق أكبر عدد من الشحوم ، درجة الحرارة في الكويت و عوامل الطقس (رطوبة و غبار) لا تسمح لنا بممارسة الرياضة ، إضافة أن أغلب المعاهد الصحية غلب عليها الطابع التجاري ، قررت أن أمارس رياضة المشي بأحد المجمعات التجارية المعروفة ، بدلاً من الاجتماع في المطاعم و الكافيهات لتناول الأطعمة ، فكانت تجربة ممارسة المشي بالمجمع بشكل يومي أو شبه يومي ممتعة إضافة إلى معرفة أخبار آخر التنزيلات و العروض في المحلات الشهيرة .

الشهر الثاني : بدء التفاؤل

​مع بداية الشهر الثاني ، قمت بزيارة الدكتور ، فكانت بداية التفاؤل و البهجة ، بداية الأمل الذي طال انتظاره ، تبين لي أنني فقدت 7 كجم من وزني ، لم أكن أفقد هذا الوزن بأي نظام غذائي سابق منذ سنوات ، مما شجعني و أعطاني الحافز في الاستمرار في البرنامج و عدم الحياد عنه ، سمح لي الدكتور بتناول أطعمة تحتوي على الكربوهيدرات على أن لا أتجاوز في هذه المرحلة عن عدد 25 غم للكربوهيدرات في اليوم الواحد ، في كتاب الدكتور حسين دشتي ” النظام الغذائي لعلاج الأمراض المتعلقة بالسمنة ” يذكر جميع المواد الغذائية و ما تحتويه من بروتينات و دهون و كربوهيدرات ، و بدأت أقرأ المعلومات الغذائية على سلعة أشتريها حتى لا أتعدى الـ 25 غم من الكربوهيدرات في اليوم الواحد .

​أدركت في هذه المرحلة أني على الدرب السليم و أنه يجب مراجعة أخصائي تغذية عند القيام بأي نوع من أنواع الريجيم.

الشهر الثالث : شهر رمضان

​في شهر رمضان ، اعتدت قليلاً على معرفة نظام الغرامات اليومية المسموحة للنشويات ، كانت نصيحة الدكتور بأن لا أتجاوز عدد 40 غم من النشويات على الأفطار ، و السحور = صفر غم ، و ما بينهما ( الغبقة) التخفيف قدر الإمكان ، فكان الأفطار مقتصراً على بضع تمرات + شوربة + لبن + مشويات + خضروات ، أحاول التغيير من يوم لآخر بإضافة لقمة حلويات واحدة فقط ، أو سمبوسة أو كبة واحدة فقط ، كما أن سكر الريجيم يعد عاملاً مساعداً بإضافته على بعض المأكولات أو المشروبات بدلاً من السكر العادي ، بعد الأفطار مباشرة كنت أمارس رياضة المشي للإستفادة من حرق الشحوم و خفض الوزن ، كانت النتيجة بعد شهر رمضان فقدت 5.5 كجم من وزني على الرغم من الأغراءات الغذائية في الموائد و الغبقات الرمضانية.

الشهر الرابع : شحذ الهمة

​لم أكن أتوقع الوزن الذي وصلت إليه في هذه المرحلة ، شحذت همتي لكي لا أضيع كل ما قمت به ، أحياناً أحسست بالملل من ممارسة الرياضة و لكنني استعضت عنها بزيادة الحركة الجسمانية في اليوم ، بدلاً من استخدام المصعد أستخدمت السلم ، بدلاً من ركوب السيارة للذهاب إلى مشوار قصير مثل الجمعية أو أي مكان كنت أذهب إليه ماشياً ، بدلاً من استخدام التلفون للإتصال بزميل في العمل كنت أذهب إلى مكتبه ماشياً ، تعودت على الحركة و المشي حتى لو لم أمارس الرياضة ، أحسست بأمور تغيرت في صحتي ، راحة في النوم ، خفة في الحركة ، مزاجية أفضل .

الشهر الخامس : New look

​عند زيارتي لعيادة الدكتور ..فرحت كثيراً عند قياس ضغط الدم لدي فقد أصبح في معدله الطبيعي ، ذلك يعتبر رداً مفحماً على المعارضين لنظام (أتكنز) الغذائي بزعمهم أنه نظام غير صحي و خطر على ضغط الدم ، بان عليّ مظهري الجديد (New look ) بأني فقدت العديد من الكيلوغرامات من وزني ، فأصبح كل من يراني من المقربين يسألني : صاير ضعفان ؟ (يعني لماذا فقدت هذا الوزن؟) ، عجبت من أمر الناس .. لا تعجبهم الزيادة ولا النقصان ! الغالبية منهم كان يسالني عن كيفية فقد هذا الوزن و هم ما بين مؤيد و معارض.

 

شهري السادس و السابع : مهما تغيرت الظروف

بمساعدة من مواقع الإنترنت و كذلك بعض البرامج لجهاز (الآيفون) لمن يتبع نظام (آتكنز) الغذائي .. انتظم برنامجي الغذائي فكنت أعلم جيداً كل طعام و ما يحتويه من كمية الكربوهيدرات ، و قد أكون بعض المرات أتجاوز و آكل الأطعمة الممنوعة في الولائم و العزائم ، لكن يظل لديّ حد يومي و أسبوعي لا أتجاوزه ، كما أنه توجد بعض المحلات التي تختص ببيع مواد غذائية خاصة قليلة السكر و النشويات ، لذيذة الطعم مثل : البسكويت و الكيك و الشوكولاتة و غيرها .

صادف أني سافرت في رحلة إلى لندن ، استغللت فرصة الجو اللطيف و الحدائق العامة هنالك في ممارسة المشي قدر الإمكان بدلاً من ركوب التاكسي أو الباص ، حينما عدت وجدت أن وزني قد قلّ خمسة كيلوجرامات أخرى ، في السفر .. لا يشترط أن يكون تناول الطعام ضرورة بدلاً من التمتع بالتنزه و المشي في الطبيعة الخلابة.

الشهور الأخيرة : انجاز يتحقق

بالرغم من تباطؤ عملية نقص الوزن عن السابق .. إلا أنني لا زلت معتاداً على تناول نوعيات محدودة من الأطعمة بكميات محددة ، كما أن ممارسة الرياضة و الحركة اليومية عندي أمر لا بد منه ، فكان وزني يتناقص شهراً بعد شهر ، اضطررت إلى التبرع بملابسي القديمة و شراء ملابس جديدة ، تغير مظهري كلياً ، تغيرت عاداتي ، باختصار .. ريجيم الدكتور حسين دشتي في عام واحد من عمري جعلني أغير نمط حياتي ، سأكون محافظاً على هذا النمط ، إذا كانت هنالك اخفاقات حتما سأعود إلى هذا النظام لكي يعيدني إلى وزني المثالي ، في زيارتي الأخيرة لعيادة الدكتور أبلغني بأنني أبليت بلاء حسنا ، فخلال عام واحد .. نقص ما يزيد عن 29 كجم من وزني فتغير نظام حياتي ، دون اللجوء إلى عقاقير التخسيس أو عمليات شفط الدهون، ما كان عليّ إلا أن أعبر عن فرحتي بالتقاط صورة تذكارية مع الدكتور حسين شخصياً ، فطلب مني كتابة تجربتي في نظامه الغذائي ، فما كان لي أن أشكر الله سبحانه و تعالى ثم أشكر الدكتور حسين دشتي على مساعدتي ببلوغ هذا الحلم الذي تحقق ، آملاًَ أن يتحقق للآخرين ما تحقق لي .

محمد شاكر جراغ
منشور في كتاب النظام الغذائي لعلاج الأمراض المتعلقة بالسمنة – الجزء الثالث – الطبعة العاشرة ٢٠١٠ – البروفيسور حسين دشتي

    

القراءات :9537

العليقات (1)

  • ضوء القمر
    20 ديسمبر 2012 الساعة 1:53 م رد

    ماشاء الله
    بصراحة وان كان الموضوع قديم
    لكني حبيت تبدي اعجابي بالتجربة
    سمعت انه رجيم اتكنز نتائجه خيال
    بس ماتوقعت ان احد يقدر يستمر عليه كنمط حياة
    ربي يقويك شجعتنا

إضافة تعليق

احدث التدوينات

الأرشيف
بحث عن :
شبكاتي الاجتماعية
Untitled 1



 

                                                                    
                             مدونة رسالي - محمد شاكر جراغ © كافة الحقوق محفوظة 2010-2013 
                                                                 www.jaraq.net