مدونة رسالي .. للأدب و الفن الرسالي

كتاب للتحميل : إعداد الممثل – كونستانتين ستانيسلافسكى

07 يوليو, 2013
ive30519

كتاب للتحميل : إعداد الممثل – كونستانتين ستانيسلافسكى

تنويه الناشر 
ما نقدمه للقاريء العربي هنا للمرة الأولى في ترجمة كاملة عن النص الروسي الأصلي ، هو الجزء الأول من كتاب ستانيسلافسكى ” إعداد الممثل ” ويحمل عنوان ” في المعاناة الابداعية ” . ولقد سبق وصدر هذا الكتاب في مصر عام 1960 في سلسلة الألف كتاب رقم 307 من ترجمة محمد زكي العشماوي – محمود مرسي – دريني خشبة بعنوان ” إعداد الممثل ” فقط دون الاشارة إلى أنه لا يشكل سوى الجزء الأول من الكتاب الكامل .

وتجدر الاشارة إلى أن هذه الترجمة التي احتلت عندنا مكان الصدارة في الثقافة المسرحية طوال أكثر من ربع قرن ، كانت ترجمة بعيدة عن الدقة ، حيث جرى نقلها عن الطبعة الأمريكية التي قال عنها الناقد المعروف ( دايفد ماغارشاك ) أنه جرى حذف جزء كبير من الكتاب لدى الترجمة . والحق أن ” المترجمين ” قد اختصروا من الكتاب الأصلي أكثر من ثلثه ، وكان لهم باع طويل في تأويل ما أبهم عليهم من مفردات النص ومعانيه ومصطلحاته.

وإذا ما عدنا لمتن الكتاب “كونستانتين ستانيسلافكي” إعداد الممثل نجد أن المنطلق الأساسي للتفكير الفني عند “ستانيسلافسكي”، هو المبدأ العضوي الذي يعتبر الطبيعة العضوية مجالاً حقيقياً يخلق فيه الفن صوره المحاكية للواقع حسب صورة هذا الواقع وقوانينه، هذا المبدأ الذي يعتبر حجر الأساس في الفكر الأرسطي والفكر اليوناني عامة.

وانطلاقاً من هذا المبدأ يعلن “ستانيسلافسكي” أن “قوانين الفن هي قوانين الطبيعة ذاتها ويرفض وجود أي منهج الطبيعة: “لماذا ينبغي أن نبتكر قوانيننا مادامت موجودة، مادامت خلقتها الطبيعة مرة واحدة وإلى الأبد” وبالتالي فإن “ولادة طفل أو نمو شجرة أو ولادة صورة فنية، ما هي إلا ظواهر من نوع واحد”، وتخضع جميعها لقوانين الطبيعة.

من هنا نشأت ضرورة خلق “حياة النفس الإنسانية” وتحقيق التقمص الروحي والخارجي في فن الممثل، مثلما نشأت ضرورة ذلك عند (أرسطو ) وكبار الكتاب الواقعيين الذين يخلقون صورهم الفنية الواقعية حسب صورة هذا الواقع وقوانينه.

ولما كان الفنان الممثل يشكل صورة فنه من مادته الروحية والجسمانية فيجب أن يكون بالضرورة “آلة موسيقية فيد يد طبيعته الإبداعية” أو خلقاً حياً يرث سمات الفنان -الإنسان الذي ولده والإنسان- الدور الذي لقحه. وفي رأي (ستانسيلافسكي) أن أداء مثل هذا الأداء لا يمكننا أن نصفه بأنه جيد، لأنه مثل ظواهر الطبيعة “إذ كيف ننتقد الرعد والبرق والعاصفة البحرية والإعصار والزوبعة وغروب الشمس؟”، كما أن خلقا مثل هذا الخلق الحي الذي يعيش بيننا، “قد يعجبنا أولاً يعجبنا، إلا أنه “كائن”، إنه “موجود” ولا يمكن أن يكون على غير ذلك.

ورغم أن ستانيسلافسكي يرى أن بلوغ التقمص الروحي والخارجي الكامل على خشبة المسرح هدف صعب المنال مثلما هو صعب المنال كل مثل أعلى “إلا أنه يعتبر السعى الحثيث إليه هو الذي يفتح أمام الموهبة آفاقاً جديدة، ومجالاً حراً للإبداع، ومعيناً لا ينضب للعمل وقوة الملاحظة ودراسة الناس والحياة، وبالتالي إلى التهذيب والكمال الذاتي.

إن القدرة على التقمص الروحي والخارجي -في رأى ستانيسلافسكي- هي مهمة الممثل الأولى.

و .. حين تنفذ محركات الحياة السيكولوجية (العقل والشعور والإرادة) في المسرحية والدور تتلقى منها بذوراً توقظ فيها سعياً إبداعياً،فتتجه حاملة هذه البذور وفق خط السعى الذي يكتسب من روح الفنان خصائصه ومعطياته الطبيعية وخبراته الفنية وسمات عناصر جهازه الإبداعي كله، ليولد خط جديد ينطوي على عناصر المسرحية والفنان معاً، ويرى “ستانيسلافسكي” أن خط السعى هذا لا يصبح متواصلاً منتظماً (أي خط فعل متصل) إلا بعد اتضاح مهمة الإبداع الرئيسية المماثلة لخط المؤلف والتي تصبح في الوقت نفسه، مهمة عليا واعية، انفعالية، إرادية خاصة بالفنان المبدع.

يقول (ستانيسلافسكي): “كلما دقت عمليات الشعور تطلبت وضوحاً ودقة ومرونة أكبر أثناء تجسيدها”.

لذا يتحتم علينا أن نصوغ أنفسنا من جديد من الروح إلى الجسم ومن الرأس حتى أخمص القدمين وأن نكيفهما وفق متطلبات فننا.

ive30519

اضغط هنا لتحميل الكتاب كاملاً
الملف بصيغة PDF

القراءات :17630

إضافة تعليق

احدث التدوينات

الأرشيف
بحث عن :
شبكاتي الاجتماعية
Untitled 1



 

                                                                    
                             مدونة رسالي - محمد شاكر جراغ © كافة الحقوق محفوظة 2010-2013 
                                                                 www.jaraq.net